ربيبة النبى صلى الله عليه وسلم
يبة النبى صلى الله عليه وسلم من كتاب بنات الصحابة لمنصور عبد الحكيم
]]زينب بنت ابى سليم رضى الله عنها ]
--------------------------------------------------------------------------------كان اسمها برة، ونهى (صلى الله عليه وسلم) عن التسمي بهذا الاسم فقال: لاتزكوا أنفسكم الله أعلم بأهل البر منكم.
فقالوا: مانسميها؟ قال: سموها زينب.
وهكذا غير النبي (صلى الله عليه وسلم) الكثير من أسماء الصحابة والصحابيات، فكان يكره للمسلم أن يكون اسمه قبيحا أو مخالفا لهدي الإسلام وتعاليمه.
أباها هو الصحابي الجليل أبوسلمة عبدالله بن عبدالأسد بن هلال بن عبدالله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب القرشي- رضي الله عنه. أخو رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من الرضاعة. وابن عمته برة بنت عبدالمطلب.
من السابقين الأولين في الإسلام بمكة، وهاجر إلى الحبشة وأنجبت له امرأته هند بنت أبي أمية ابنه سلمة هناك، وبه كني أبا سلمة وأنجبت له عمر ودرة وزينب.
عاد من الحبشة في جوار أبي طالب بعد أن أشيع أن قريشا قد أسلمت بعد نزول سورة النجم.
شهد أبوسلمة غزوة أحد، وأصيب بجرح ظل يداويه شهرا، ثم خرج بأمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على رأس سرية للمسلمين وعقد له لواء وقال له: سر حتى تأتي أرض بني أسد، فأغر عليهم.
وسار أبوسلمة بالسرية وقوامها مائة وخمسون رجلا حتى أغاروا على بني أسد، وغنموا منهم ثم عادوا إلى المدينة وانتفض جرحه فمات لثلاث بقين من جمادى الآخرة أي سنة 4ه.
وكان بين ذلك وغزوة أحد التي جرح فيها أشهر قليلة، فمات بجرح أحد فعد من شهدائها رضي الله عنه.
والأم، هي السيدة أم المؤمنين أم سلمة هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة المخزومية القرشية. تزوجت أبا سلمة وهو ابن عمها، وهاجرت معه إلى الحبشة وأنجبت له سلمة هناك وكنيت به.
كان أبوها يسمى زاد الراكب من كثرة جوده وكرمه، وهي صاحبة هجرتين إلى الحبشة ثم إلى المدينة، وقد هاجرت إلى المدينة بمفردها بعد أن سبقها زوجها أبوسلمة إليها، وقد أخذ قومه ولدها الرضيع منها فبقيت حتى أعطوها إياه فهاجرت به.
وعاشت أم سلمة رضي الله عنها مع زوجها بالمدينة وأولادها زينب، وعمر، وسلمة ودرة قبل هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحين مات زوجها أبوسلمة جاءت رسول الله تقول له: كيف أقول.
قال: قولي: اللهم اغفر لنا وله، واعقبني منه عقبة صالحة.
فقالتها، فأعقبها الله رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولما انقضت عدتها تقدم إليها أبوبكر الصديق، فردته في رفق وكذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وبعث إليها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يخطبها، فقالت إني امرأة غيري، ومسنة وإني مصبية وليس أحد من أوليائي شاهدا.
فأخبرها (صلى الله عليه وسلم) أنه سيدعو الله أن يذهب بغيرتها، وأن سنه أكبر من سنها، وأنه سيتكفل بتربية أولادها، وأن أولياءها سيرضون برسول الله (صلى الله عليه وسلم) زوجا لها.
وتزوجت أم سلمة رضي الله عنها برسول الله (صلى الله عليه وسلم) ودخلت بيت النبوة وأصبحت أما للمؤمنين.
وتربت زينب ابنتها وأولادها في بيت النبوة. فكانت زينب بنت أبي سلمة من فضليات نساء المدينة، وكان (صلى الله عليه وسلم) يكرم زينب ويداعبها بقوله: أين زناب أو مافعلت زناب.
وعاشت زينب بنت أبي سلمة كما يقول الباحث الإسلامي منصور عبدالحكيم في رعاية رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد أن تزوج بأمها أم سلمة، فكانت ربيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وذات يوم دخلت عليه زينب وهو يتوضأ (صلى الله عليه وسلم) فنضح في وجهها بالماء، فلم يزل ماء الشباب في وجهها حتى كبرت وعجزت ومازالت شابة جميلة الوجه.
وأصبحت زينب بنت أبي سلمة إحدى فقيهات المدينة المنورة وذلك من تربية رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لها وترددها على أمهات المؤمنين.
وقد تزوجت زينب بنت أبي سلمة بالصاحبي عبدالله بن زمعة بن الأسود الأسدي القرشي، ابن أخت أم سلمة رضي الله عنها- قتل مع عثمان بن عفان في أحداث الفتنة عام 35ه. وأنجبت زينب من زوجها عبدالله بن زمعة: يزيد وكثير وأبا عبيدة.
ولأن زينب بنت أبي سلمة قد تخرجت في بيت النبوة فقد روت سبعة أحاديث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وروى عنها عدد من الصحابة، وأخرج لها البخاري حديثا وكذلك مسلم حديثا.
ولأنها أيضا ربيبة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فكانت مثالا يضرب في الصبر على البلاء.
وعاشت رضي الله عنها حتى عام 73ه ودفنت بالمدينة وحضر عبدالله بن عمر رضي الله عنه جنازتها رضي الله عنها وأرضاها.
من كتاب بنات الصحابة
تعليقات