نهاية موسى بن نصير وطارق بن زياد - منصور عبد الحكيم
نهاية موسى بن نصير وطارق بن زياد :
كلنا نعرف ما حققه كل من القادة موسى بن نصير وطارق بن زيادة من فتوحات فى المغرب العربى والاندلس , انتصارات عظيمة وباهرة ,, ولكن الساسة والحكام لهم رأى أخر , فقد كانت انتصارتهما وفتح الاندلس فى عهد الخليفة الأموى الوليد بن عبد الملك , وتعالى معى نعرف ماذا حدث :
بعد فتح شبه الجزيرة الأيبيرية التى عرفت بالأندلس , ارسل اليهما الخليفة الأموى الوليد بن عبد الملك بالقدوم عليه بدمشق , وايقاف الغزو .
ترك مُوسى بن نُصير الأندلُس في أواخر سنة 95هـ المُوافقة لِسنة 714م، واتجه إلى إفريقية ومعهُ طارق بن زياد ومُغيث الرومي والغنائم والسبي، فوصل إلى قصر الماء على بُعد ميلٍ من القيروان في 10 ذو الحجَّة 95هـ المُوافق فيه 25 آب (أغسطس) 714م، ثُمَّ استخلف ابنه مروان على طنجة وابنه عبد الله على القيروان وسار إلى المشرق في أوَّل سنة 96هـ المُوافق فيه شهر أيلول (سپتمبر) سنة 714م في حاشيةٍ عظيمةٍ وسبيٍ غفير وغنائم كثيرة، فوصل إلى الفسطاط يوم الخميس في 25 ربيع الأوَّل المُوافق فيه 9 كانون الأوَّل (ديسمبر)، وتابع سيره حتَّى وصل طبريَّا بِفلسطين حيثُ وافاه رسولٌ من وليّ العهد سُليمان بن عبد الملك يطلب إليه أن يتريَّث في المسير حتَّى يكون قُدومه وسُليمان خليفة، لأنَّ الخليفة الوليد وقع في مرض الموت وأصبح أجله قاب قوسين أو أدنى، فلو دخل قادة الفتح دمشق وسُليمانُ خليفة، ستؤول إليه الغنائم وشرف الفتح،لكنَّ موسى بن نُصير رفض ذلك وتابع سيره حتَّى دخل دمشق واجتمع بِالوليد في مرضه وقدَّم لهُ تقريرًا مُفصلًا عن إنجازاته بِالإضافة إلى الأخماس والغنائم، وأقام عندهُ حتَّى تُوفي الوليد في شهر جُمادى الآخرة سنة 96هـ المُوافق فيه شهر شُباط (فبراير) سنة 715م.
وما أن خلفه أخوه سُليمان حتَّى قرَّر مُحاسبة موسى بن نُصير عن ما اعتبرهُ إساءةً له عندما رُفض طلبه في طبريَّا. فاتهمهُ باختلاس الأموال، وقضى عليه بِردِّها، وجرَّدهُ من ألقابه، ووضعهُ في الإقامة الجبريَّة، ومال إلى التخلُّص منه لولا تدخُّل عُمر بن عبدُ العزيز وتشفُّعه لِمُوسى بن نُصير وسائر القادة، وكذلك فعل عدَّة مُقربين من الخليفة مُذكرين إيَّاه بالتضحيات التي قدَّمها هؤلاء إلى الإسلام والمُسلمين، فتراجع الخليفة عن قراره وعفا عن مُوسى بن نُصير وضمَّهُ إلى مُستشاريه، واصطحبهُ معهُ إلى الحج في سنة 97هـ المُوافقة لِسنة 716م، وتُوفي في المدينة المُنوَّرة وقيل في وادي القُرى.
أمَّا طارق بن زياد فقد انقطعت أخباره إثر وصوله إلى الشَّام، واضطربت أقوال المُؤرخين في نهايته، غير أنَّ الرَّاجح أنَّهُ لم يُولَّ عملًا بعد ذلك،ويبدو أنَّهُ آثر أن يعيش بعيدًا عن الأضواء، ويُمضي أيَّامه في العبادة والزُهد بعيدًا عن مسرح الشُهرة وضجيج السياسة .
وهكذا السياسة تفعل بالأبطال لكن التاريخ لاينسى ابطاله الحقيقين , رحم الله موسى بن نصير وطارق بن زياد .
تعليقات