سر الاحتفاظ بصورة جثث الموتى فى العصر الفيكتوري- الكاتب منصور عبد الحكيم :
سر الاحتفاظ بصورة جثث الموتى فى العصر الفيكتوري- الكاتب منصور عبد الحكيم :
العصر«الفيكتوري»، شمل الفترة من «1837 – 1901م »فى إنجلترا وهى فترة عصر الصحوة التى جاءت ما بعد عصر النهضة، إذ قدمت الثورة الصناعية الأولى الكثير والكثير لأوروبا، غير أن هذا التطور غير العادي اصطدم كثيرا بحاجز الموت فكان اللجوء إلى تصوير الموتى بدعة جديدة.
فقد شهد العصر الفيكتوري انتشار الأوبئة والأمراض، وبات الأهالي ينعون حظهم ويعتصرون من الألم والحسرة لفقد أبنائهم، فاستغل المصورون موهبتهم لتخيف الآم الفراق، فاستحدثوا بدعة «تصوير الموتى»، وكانت تلك العادة يفعلها الأغنياء والفقراء، لتصبح تلك الصور الفوتوغرافية وسيلة لإحياء ذكرى الموتى.
فعندما كانت تحدث حالة وفاة، وبدلًا من تجهيز الميت إلى مثواه الأخير كما جرت العادة يتم الاتصال بأحد المصورين لتوثيق ذكرى المتوفى عن طريق التقاط الكثير من الصور له مع عائلاته وأصدقائه وأحبابه، حتى لو كانت في أبشع حالاتها، والاحتفاظ بها على الرفوف.
وكان التقاط صورة لجثة ميتة مجرد أمر مريح لأهالي المتوفى، في عصر كانت فيه الصور الفوتوغرافية باهظة الثمن، ولم يكن لدى الكثير رفاهية تصوير أنفسهم وهم على قيد الحياة، فكانوا يكتفون بالتقاط الصور بعد الوفاة فقط كوسيلة للعائلات لتذكر أحبائهم المتوفين.
أصبح المصورون في العصر الفيكتوري خبراء في التلاعب بالصور من خلال إدخال لمساتهم الخاصة لإنتاج صور غريبة ومضحكة ومرعبة وكانوا يفعلون ذلك بدون برامج تعديل الصور، فقط بالأدوات التي تتوفر لديهم، كالتلاعب «بنيجاتيف» الصورة بأقلام الرصاص.
ولم يهتم أحد بتنظيف الجثث أو تنظيفها، فقد كانت تكتفي الأسر الفقيرة بوضع ثوب جميل على جثمان شخص ميت محاولة لتجميل الجثة، وفي إحدى الصور كان الدم يخرج من فم الشخص المتوفى.
و مع تطور الفكرة بدأت الأهالي تستعين بمصور يأتي للمنزل ويحاول أن يأخذ صورًا للميت وكأنه حي على قدر الإمكان بارتدائه ملابس أنيقة وفتح عينه وعمل حركات بيده.
ومع ازدياد عدد المصورين وتحسن الرعاية الصحية، تقلص الطلب على تصوير الموتى وأصبحت صور ما بعد الوفاة أقل شيوعًا في القرن العشرين، وبات التصوير الفوتوغرافي أرخص وأكثر سهولة، فاستطاعت جميع الطبقات الحصول على صور فوتوغرافية وهم على قيد الحياة بدلًا من التقاطها وهم جثث هامدة.
#منصور_عبد_الحكيم
تعليقات