الانجيليون الجدد ونهاية امريكا_ ج1


1
الإنجيليون الجدد يقودون أمريكا إلى النهاية باسم (النبوءة التوراتية الإنجيلية)!!.
كيف تصنع النبوءة الدينية القرار الأمريكي؟!.
الدمار القادم على أرض مجيدو.

الإنجيليون الجدد يقودون أمريكا إلى النهاية:
ظهرت الطائفة الإنجيلية الأصولية في القرن الماضي ممسكة بمقاطع من الإنجيل تلك التي تتحدث عن نبوءات آخر الزمان وبالتحديد سفر الرؤيا وهي التي تتحدث تحديدًا عن معركة آخر الزمان المسماة "بالهرمجدون". . في الفصل السادس عشر لإنجيل يوحنا. حيث سيقاتل 200مليون رجل من جيش الشرق لمدة عام وسوف يصل هذا الجيش إلى نهر الفرات بعد أن يدمر كل شيء.. إنها الحرب النووية التي ستنهي الأخضر واليابس وتنهي عمر الكرة الأرضية، ولا يبقى إلا قلة من اليهود يكملون ما تبقى من عمر الأرض.
وجاء سفر حزقيال 38، 39 ليضيف أيضاً تلك الحرب النووية قائلاً: (ستنهر الأمطار وتذوب الصخور وتتساقط النيران وتهتز الأرض وتتساقط الجبال وتنهار الصخور وتتساقط الجدران على الأرض في وجه كل أنواع الإرهاب.
وفي سفر زكريا 12/14 نجد وصفاً آخر لتلك الحرب: إن جلودهم سوف تتآكل وهم واقفون على أقدامهم، وإن عيونهم سوف تتآكل ما فيها وأن ألسنتهم سوف تتآكل داخل أفواههم.
وفي سفر حزقيال : (وتستمر سبعة أشهر حتى يتمكن بيت إسرائيل من دفنهم قبل أن ينظفوا الأرض).
ولا ننسى أن النصوص تشير إلى نزول المسيح عليه السلام لقيادة تلك المعركة ويمسك بزمام الأمور، وهو ما يسمى الحكم الألفي للسيد المسيح على الأرض ويعرف عند المسيحيين بالمجيء الثاني، أما اليهود فإنه يمثل عندهم المجيء الأول للمسيح!!.
هذا هو ما يروج له الانجيليون الأصوليون في أمريكا وأوربا، أو الحركة الصهيونية المسيحية التي تسيطر على أمريكا منذ القرن الماضي وحتى الآن، وهذا ما دعى أمريكا من خوض الحروب والتدخل العسكري في منطقة الشرق الأوسط وبالذات في أرض الفرات، أرض العراق كي تكون بمقربة من أرض المعركة الأخيرة..
"الهرمجدون" بفلسطين، حتى إن الرئيس السابق للقساوسة الإنجيلين "س.س.كريب" كتب عام 1977م يقول :( في هذه المعركة النهائية فإن المسيح الملك سوف يسحق كليا ملايين العسكريين المتألقين الذين يقودهم الديكتاتور المعادي للمسيح.
وفي كتابه "آخر أعظم كرة أرضية يقول المؤلف هال ليندسي: إن دولة إسرائيل هي الخط التاريخي لمعظم أحداث الحاضر والمستقبل.
ويضيف الكاتب: (قبل أن يصبح اليهود أمة لم يكشف عن شيء، أما الآن وقد حدث ذلك فقد بدأ العد العكسي ـ التنازلي ـ لحدوث المؤشرات التي تتعلق بجميع أنواع النبوءات، ولأنه يجب أن تظهر هناك دوائر لقوى سياسية معنية واستنادًا إلى النبوءات فإن العالم كله سوف يتمركز على الشرق الأوسط وخاصة على إسرائيل في الأيام الأخيرة، إن كل الأمم سوف تضطرب وسوف تصبح متورطة بما يجري هناك.
إن باستطاعتنا الآن أن نرى أن ذلك يتطور في هذا الوقت ويأخذ مكانه الصحيح في مجرى النبوءات تماما كما نأخذ الأحداث اليومية مواقعها في الصحف اليومية(
[1]).
وعن الحرب الأخيرة المدمرة "هرمجدون" يقول المبشر ليندسي في كتابه :عندما تصل الحرب الكبرى إلى هذا المستوى، بحيث يكون كل شخص تقريبًا قد قتل، تحين ساعة اللحظة العظيمة، فينقذ المسيح الإنسانية من الاندثار الكامل. . . وفي هذه الساعة سيتحول اليهود الذين ينجون من الذبح إلى المسيحية ..وسيبقى فقط 144 ألف يهودي على قيد الحياة بعد معركة هرمجدون، وسينحني كل واحد منهم، الرجل والمرأة والطفل أمام المسيح، وكمتحولين إلى المسيحية فإن كل الناضجين سوف يبدؤون التبشير ببشارة المسيح(
[2]) .
هذا هو فكر الإنجيليين الأصوليين في أمريكا، وفكر قادتهم.
وقد ظهر جليًّا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م ذلك الفكر التدميري المنسوب إلى نبوءات التوراة والإنجيل فيما يفعله بوش الأب والابن في أراضي الشرق من قتل وتدمير، وما يفعله إخوان القردة والخنازير في فلسطين من إبادة الشعب الفلسطيني بأكمله، وذلك لأن من مقدمات حدوث معركة هرمجدون التي يؤمنون بها أن يذبح المسلمين على أرض الميعاد، ويقدمون كقرابين للرب!!.
لقد أعلن القس "بات روبرتسون" وهو أحد المرشحين لرئاسة أمريكا عام 1988م في الانتخابات الأولية للحزب الجمهوري في برنامجه التلفزيوني "نادي الـ 700 أن شارون رئيس وزراء إسرائيل ـ أخطأ الحل الصحيح، لأنه يريد أن يقضي على الفلسطينيين بالقطاعي، والصواب أن يقضي عليهم بضربة واحدة!!.
والمبرر لدى هذا القس الأمريكي الذي كان من الممكن أن يكون رئيسًا لأمريكا أن المسلمين أشرار ونبيهم شرير وإلههم شرير، ويقرأ ترجمة ما جاء في القرءان الكريم قوله تعالى: (فَإذَا اُنسَلَخَ اُلأَشهُرُ اُلحُرُمُ فَاٌقتُلُوأ اُلمُشرِكِينَ حَيثُ وَجَدتُّموهُم وَخذوهُم وَاُحصُرُوهُم وَاُقعُدُواْ لَهُم كُلَّ مَرصد)(
[3]).
هذا هو الفكر الديني والسياسي لقادة ومفكري أمريكا الذين يتحكمون في القرار السياسي والعسكري لأكبر دولة في العالم.
لقد أصبح لديهم أن كل ما تفعله إسرائيل من غزو وقتل وإبادة جزءا من إرادة الرب وتحقيقاً لما جاء في نبوءات الإنجيل والتوراة، لقد وضعوا قدمي الولايات المتحدة على حافة النهاية وربطوا مصيرها بمصير دولة إسرائيل حتى أصبحت أمريكا إحدى ولايات إسرائيل وليس كما يعتقد البعض إن إسرائيل إحدى ولايات أمريكا!!.
ويوم كان للروس دولة عظمى وشوكة كبرى ومكانا في ميزان القوى قبل فك الاتحاد السوفيتي في القرن الماضي على أيدي الماسونية اليهودية، كان يظن الإنجيليون الأمريكان أن الروس هم يأجوج ومأجوج المذكورون في الكتاب المقدس وأنهم هم الذين سيقودون جيش الشرفي معركة هرمجدون.
ونظروا إلى تحالف بعض الدول الإسلامية العربية مع الاتحاد السوفيتي على إنه مبشرات النهاية أو نهاية المرحلة السابقة والأخيرة من عمر الكرة الأرضية وهي مرحلة الدَّروة وإقامة مملكة المسيح الألفية حيث يحكم المسيح من مدينة القدس العالم ألف سنة وأن اليهود سوف يتحولون إلى المسيحية، وأن على العرب مغادرة أرض اليهود التي يسكنونها من النيل إلى الفرات لأن هذه الأرض تخص اليهود وهي عطاء الرب لهم كما يزعمون.
وقد يزعم البعض أننا نفرط في تحليلنا لمجريات الأمور أو أننا من عشاق نظرية المؤامرة التي يرفضها البعض ويؤيدها الكثير، وليس دليلاً أكبر من أفعال وأقوال أصحاب الشأن أنفسهم المساهمون في صنع القرار الأمريكي أمثال "جيري فولويل" المبشر الإنجيلي ومستشار الرئيس الأمريكي الأسبق الراحل "رونالد ريجان".. فتقول الكاتبة الأمريكية جريس هالسل في كتابها النبوءة والسياسة: كان رونالد ريجان واحدا من الذين قرؤوا كتاب "آخر أعظم كرة أرضية"(
[4]) فهل هول مثل "لندسي" يؤمن بأن الله قد قضى أن على هذا الجيل بالتحديد الذي يعيش في الوقت الحاضر أن يدمر الكرة الأرضية". وهل بدأنا عملية العد العكسي (التنازلي) للقضاء على أنفسنا؟.
وتضيف الكاتبة: في وقت مبكر من عام 1986م أصبحت ليبيا العدو الدولي رقم واحد لرونالد ريجان، فهل يعود ذلك إلى نبوءة توراتية، استنادَا إلى "جيمس ميلز "الرئيس السابق لمجلس الشيوخ في ولاية كاليفورنيا، فإن "ريجان" كره ليبيا لأنه رأى أن ليبيا هي واحدة من أعداء إسرئيل الذين ذكرتهم النبوءات وبالتالي فإنها عدو لله.
وفي عشاء أقيم عام 1971م في "مدينة سكرمنتو" في كاليفورنيا ـ حيث كان ريجان حاكما لهاـ تكريما لـ "جيمس ميلز" بدأ" ريجان" فجأة يتحدث إلى "ميلز" الذي كان يجلس بجانبه حول النبوءات الإنجيلية وحول قيمة مقاتلتنا للاتحاد السوفياتي ـ يأجوج ومأجوج في الكتاب المقدس ـ ويذكر ميلز هذا الحادث في عدد شهر أغسطس 1985م من مجلة "سان دييغو" ويقول إن ريجان أخبره بتأكيد جازم: "في الفصل 38من أصحاح حزقيال هناك نص يقول: إن أرض إسرائيل سوف تتعرض إلى هجوم تشنه عليها جيوش تابعة إلى دولة لا تؤمن بالله، وتقول إن ليبيا ستكون من بينهم، هل تفهم ماذا يعني ذلك؟
لقد أصبحت ليبيا الآن شيوعية، وهذا مؤشر إلى أن هومجدون ليس ببعيد(
[5]) .
ويقول الباحثان" لارى جونز" من نيويورك وأندرولانغ في المعهد المسيحي الإنجيلي في مدينة واشنطن، إن دراستهما تقنعهما بأن "ريجان" قبل في الماضي تفسيرا توراتيا لنبوءة تقول: بأن هرمجدون نووية هي أمر لا يمكن تجنبه وأنه حتى عام 1986م، ربما يكون" ريجان" قد استمر على هذا الاعتقاد وأن الموضوع مثير لدرجة أنني أخصص فصلاً خاصا عن "ريجان" وإيمانه.
ظهور النظرية التدبيرية:
تعود هذه النظرية التدبيرية وانتشارها في أمريكا إلى جهود "سايروس إنجيرزون سكوفيلد" المولود عام 1843م في كلنتون بولاية "متشغن"، وقد تأثر "سكوفيلد" بنظيره الأيرلندي" جون نلسون داربي" الذي عاش في القرن التاسع عشر الميلادي ودرس في كلية" ترينتي"في" دبلين "ثم عمل قسيسا في انجلترا، وقال: (إن لله مخططين، وإن عند الله مجموعتين من الناس يتعامل معهما، وأن إسرائيل كانت مملكة الله على الأرض وأن الكنيسة المسيحية كانت مملكة الله في السماء).
وزار "جون نلسون داربي" كندا وأمريكا وأثر في عقيدة راعى الكنيسة المسيحية في "سانت لويس" القس" جايمس بروكس" ومن هنا بدأ تأثر "سكوفيلد" وإيمانه بنظرية "داربي" التدبيرية القائمة على النبوءات التوراتية الإنجيلية والتي لها التأثير الكبير في صنع القرار السياسي الأمريكي !!. لقد جعل "سكوفيلد" و"داربي" النبوءة الدينية في المقام الأول لفهم المسيحية.
ومع بداية عام 1875م عقد "سكوفيلد" عدة مؤتمرات حول النبوءات في الكتاب المقدس وشرح مخطط الله على الأرض من أجل إسرائيل ومخطط الله في السماء من أجل خلاص المسيحيين، وأدخل تفسيرات على النظام الإيماني للإنجيل.
وفي عام 1909م طبع أول مرجع إنجيلي وضعه "سكوفيلد" وأصبح أكثر الكتب المتداولة حول المسيحية وطبع منه ملايين النسخ.
وقد برع" سكوفيلد" في شرح آرائه الشخصية حول نبوءات الإنجيل، وأوضح أن تاريخ الإنسان ينقسم إلى مراحل محددة حيث إن الله يتراءى للإنسان بطرق مختلفة.
أما المرحلة "التدبيرية" فيقول عنها إنها مرحلة من الوقت يتمحن فيها الإنسان بالنسبة إلى طاعة الله.
وقسم المراحل المحددة إلى سبع مراحل مميزة، ويرى أنه لا أصل في هذا العالم أن يعيش في سلام وأن العالم يتجه نحو كارثة حقيقية مدمرة ومعركة نهائية يقودها المسيح هي معركة هرمجدون، وأن المسيح سوف يرفع أتباعه إلى السماء لينقذهم من تلك الكارثة المحققة.
وقد توغلت تلك المفاهيم الخاطئة لنبوءات الإنجيل في وجدان الشعب الأمريكي منذ القرن التاسع عشر الميلادي وحتى القرن الواحد والعشرين، حتى إن دراسة لمؤسسة "نلسن" نشرت في أكتوبر عام 1985م تقول إن 61مليون أمريكي أي 40% من المشاهدين يستمعون بانتظام إلى مبشرين يقولون لهم إننا لا نستطيع أن نفعل شيئاً لمنع حرب نووية تنفجر في حياتنا، ومن أكثر الإنجيلين شهرة الذين يبشرون على التلفزيون بنظرية هرمجدون.
أشهر الشخصيات الإنجيلية الأصولية:
من الشخصيات المؤثرة في الشعب الأمريكي وأحد دعاة الهرمجدون ومؤيدي الدولة العربية الإسرائيلية القس "بات روبرتسون" الذي يستضيف برنامجاً ومدته 90 دقيقة يوميَّا يدعى نادي الـ 700، نسبة إلى 700 مساهم معه، وهذا البرنامج يصل إلى أكثر من 16مليون عائلة أمريكية أي أكثر من 19% من الأمريكيين.
ويوظف روبرتسون حوالي 1300 شخص لإدارة شبكته التلفزيونية المسيحية (سي.بي.إن) وتضم ثلاث محطات تلفزيونية ومحطة راديو ومراسلين في 60دولة، وتقدم برامج إخبارية ودعائية لإسرائيل وتحقق عائدات سنوية تزيد عن 200 مليون دولار في الثمانينيات، ووصل نفوذ روبرتسون إلى البيت الأبيض إلى الحد أنه رشح نفسه للرئاسة، وذلك عام 1988م عن الحزب الجمهوري في الانتخابات الأولية.
ومن الشخصيات التي أثرت في صنع القرار الأمريكي أيام "ريجان" المبشر "جيري فولويل" الذي يلقي دروسه التبشرية الأسبوعية إلى حوالي 5.6 مليون منزل بأمريكا، أي حوالي 6.6% من المشاهدين.
وكان "جيري فولويل" من مؤيدي التميز العنصري في جنوب أفريقيا، ومن أشد أنصار الدولة اليهودية الإسرائيلية ومن مروجي "الهرمجدون".
وفي عام 1985م أيد "فولويل" الديكتاتور الفلبيني "ماركوس"، ثم أنشأ عام 1986م منظمة تدعى "فيديرالية الحرية" لتكون بمثابة الأم "للمجموعة المعنوية" التي يقودها.
وفي عام 1986 أقام حفل غداء في واشنطن لتأييد "بوش الأب" الذي كان نائبًا للرئيس ريجان، وأخبر "فولويل" ضيوفه أن بوش سيكون أفضل رئيس في عام 1988م.
واشترى "فولويل" شبكة تلفزيونية هي الشركة المسيحية الوطنية وأسماها محطة "الحرية للبث" كي تذيع برامج دينية لمدة 24 ساعة، كلها تبشر بنبوءات الكتاب المقدس لصالح دولة إسرائيل الكبرى ومعركة هرمجدون.
ولقد كان تأثير "فولويل" كبيرًا على الرئيس ريجان الذي كان يعتقد أنه أحد قادة معركة هرمجدون.
ـ القس "جيمس سواجارت" وهو واحد من أشر المبشرين المقبولين جماهيريَّا، ويملك ثاني أكثر المحطات التلفزيونية الإنجيلية شهرة حسب استقصاء مؤسسة نلسون، ويصل صوته إلى نحو 5.4% من المشاهدين الأمريكان أي حوالي 9ملايين أسرة ـ أيام الآحاد.
ـ وهناك "جيم بيكر" الذي يملك أشهر ثالث المحطات التلفزيونية الإنجيلية، وهو أحد تلامذة" روبرتسون" ويصل صوته إلى 6 ملايين بيت في أمريكا!!. وهو يعتقد مثل جميع "التدبيريين" بالمجيء الثاني للمسيح وبمعركة الهرمجدون، ومحطته التلفزيونية تحقق أرباحًا تقدر بأكثر من 100 مليون دولار أمريكي.
ـ وهناك "كينين كوبلاند" الذي يصل صوته إلى 4.9 مليون أسرة مشاهدة لبرامجه التبشيرية، وهو يرى أن إسرائيل الحديثة وصهيون الإنجيلية شيء واحد، ويردد إن الله أقام إسرائيل، وأننا نشاهد الله يتحرك من أجل إسرائيل، ويقول: إنه لوقت رائع أن نشعر الله مدى تقديرنا إلى جذور إبراهيم.
ـ " ريتشارد دي هان" يصل برنامجه التلفزيوني التبشيري المسمى "يوم كشف النظام" إلى نحو خمسة ملايين منزل أمريكي.
ـ "أورال روبرتس" ويصل برامجه التلفزيونية إلى نحو ستة ملايين أسرة أمريكية من المشاهدين، ويقول "أورال" إن الله طلب منه أن ينشئ هذه الجامعة، وإن الله أخبره في عام 1968م أن يترك الكنيسة المقدسة في "نبتيكوستال" وأن يصبح قسيسًا في كنيسة "ميثوديست"(
[6]) .
وقد تخرج من جامعة المبشر "كينين كوبلاند" الذي أصبح أحد المبشرين الإنجيليين اللامعين في أمريكا.
ـ "ريكس همبرد" أحد المبشرين لتعاليم "سكوفيلد" ويصل صوته إلى 3.7 مليون أسرة أمريكية.
والجدير بالذكر أن من بين 80 ألف قسيس إنجيلي يذيعون يوميا من خلال 400 محطة راديو، والأكثرين منهم من "التدبيريين" المؤيدين للنظام العنصري في إسرائيل، وهم بالقوة بمثابة الملوك المتوجين على العرش الأمريكي ويجمعون ملايين الدولارات يوميًّا، ومعظم المدارس الإنجيلية في أمريكا تدرس النظام الديني ونظرية هرمجدون ومن يؤمن بأن الخلاص في الحرب المدمرة على أرض هرمجدون بفلسطين.
ومجيدو أو مجدون تل يقع على وادي يسمى يزرعيل على بعد 20 ميلاً من شرق مدينة حيفا، وكلمة "هر" تعني جبل وأضيفت إلى مجيدو، فأصبحت هرمجدون أي تل أو جبل مجدون، وقد جرت على أرض هرمجدون معارك كثيرة قديمة قبل الميلاد وبعده(
[7]) .
2
من يحكم أمريكا ؟ أو من يتحكم في القرار الأمريكي ؟ وبالتالي من يحكم العالم؟

كثيرون من الكتاب ممن بحثوا في حقيقة العلاقة بين إسرائيل وأمريكا، وظن البعض منهم وبالطبع كانوا من العرب أن العلاقة قائمة على المصالح السياسية على أساس أن إسرائيل هي رجل أمريكا في الشرق الأوسط.
ودندن البعض على هذا الوتر حتى إنه دعا أمريكا إلى اتخاذ العرب بديلاً عن إسرائيل وإنهم أي العرب سيكونون أكثر نفعًا لأمريكا من إسرائيل!!.
ولو كان الأمر يتعلق بالمصالح السياسية لكان الأمر هينًا أو لاستمع القادة الأمريكان لعرض الدول العربية بأن تكون بديلاً لإسرائيل.
إذًا ماذا تعني العلاقة الحميمة بين أمريكا ودولة إسرائيل الصهيونية؟.
توصل الكثيرون وأنا أحدهم إلى حقيقة أن تلك العلاقة أساسها الدين، أي ما جاء في التوراة والإنجيل من نبوءات حول المجيء الثاني للمسيح وشعب الله المختار ومعركة هرمجدون التورية.
وقد يقول قائل توجد عداوة قديمة بين المسيحيين واليهود، وأن أيدي اليهود مازالت تقطر دمًا من دماء المسيح كما يعتقد المسيحيون أن اليهود قتلة المسيح.
ولكن الواقع المعاصر يؤكد أن هناك صلحًا بين الطرفين وأن بابا الفاتيكان قد برأ اليهود من دم المسيح، وقال ((إن يهود اليوم لا يتحملون أوزار يهود الأمس البعيد)).
واستفاد اليهود الصهاينة من هذا الصلح المؤقت وقاموا باختراق المسيحية وظهرت الطائفة الإنجيلية الأصولية اليمينية في أمريكا كي تشكل الجناح اليميني المسيحي المؤيد لدولة إسرائيل والتمكين لها في الأرض، والواقع السياسي اليومي يؤكد ذلك.
وقد أشارت الكاتبة الأمريكية "جريس هالسل" إلى تلك الحقيقة الغائبة عن القادة والمفكرين العرب الذين يرفضون فكرة المؤامرة حين ذكرت في كتابها الرائع "النبوءة والسياسة":
أخبرني الأستاذان برايس ونغودمان عن اعتقادهما أن "فولويل" وغيره من قادة الجناح اليميني المسيحي، قدموا تأييدهم الجاهل إلى غزو عسكري مجنون ـ غزو لبنان 1982 كلف إسرائيل 654 قتيلاً و3840جريحاً، إن العبء المترتب على دفع مليوني دولار يوميًا لتمويل جيش الاحتلال الغازي دمر اقتصاد إسرائيل وأدى إلى نسبة من التضخم لا تصدق رفعت أسعار المواد الاستهلاكية إلى حوالي ألف بالمئة، ودفعت بأعداد لا تحصى من الإسرائيليين لمغادرة الدولة اليهودية إلى دول أكثر استقرارًا وخاصة إلى الولايات المتحدة.
وفوق ذلك استخلص الأستاذان أن القصف الإسرائيلي لبيروت ومجازر صبرا وشاتيلا أساءت إلى السمعة الدولية للدولة اليهودية بنسبة ما أساءت الحرب إلى اقتصادها.
ثم تضيف الكاتبة: وفي عام 1985م قمت برحلة منظمة ثانية إلى الأرض المقدسة، وخلال هذه الجولة تعرفت أكثر، لماذا يؤمن 40 مليون أصولي إنجيلي بأن الله يفضل اليهود على العرب؟.
تعرفت على زميل في الرحلة وهو مواطن أمريكي من ولاية جورجيا قال لي: إنه كان يتمنى لو ولد يهوديًّا.
فسألته: إذا كان يعتقد أن غير اليهود هم بالضرورة أسوأ من اليهود، لأن اليهود هم شعب الله المختار؟.
أجاب بالتأكيد مضيفًا قوله: عندما خلق الله الكون أعطى بركته لليهود، من أجل ذلك فإن اليهود هم الأفضل ويختلفون عن غير اليهود ؟!. إن الله أراد منذ أول الأمر أن يحصل اليهود على ملكية الأرض المقدسة ، ولقد حسم الله هذا الأمر ومنح كل هذه الأرض لليهود.
واستشهد على قوله بآيات من الإنجيل ولا سيما الأصحاح 15/18 الذي يقول: لقد منحت ذرياتكم هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات.
وتقول جريس هالسل: هناك تساؤل حول معنى "نهر مصر" ذلك أنه يوجد جدول الآن يعرف باسم وادي العريش، وكان يعرف في السابق باسم نهر مصر، غير أن زميلي الأمريكي يقول: إنني أعتقد أن نهر مصر ليس سوى النيل.
وإذا كان ذلك صحيحًا فإن أجزاء من مصرـ أي سيناء وأراض أخرى تحت السيطرة المصرية ـ تقع ضمن العطاء الإلهي لإبراهيم.
وأضاف يقول :إنني اعتقد أنه عمل إثم أمام الله أن يفكر مسؤولون أمريكيون بوضع أية عملية للسلام يمكن أن تنتزع قدمًا واحدًا من الأرض التي منحها الله إلى الشعب الذي يملك أقدم حق بالملكية معروف للإنسانية!!.
وتقول "جريس هالسل" : وسألت إذا كان صحيحًا أن إله الكون أعطى حق الملكية لقلة، ألا يفسر ذلك بالخصوصية والأفضلية والتميز؟.
أجاب :إن الله لم يعد يمنح الأرض إلى غير اليهود أى العرب.
وسألته ـ أي الكاتبةـ إذا كان يعتقد أن الكيان السياسي الحالي الذي يدعى إسرائيل والذي أنشئ بعد مجزرة النازية الألمانية، هو نفسه الكيان القديم الذي نقرأ عنه في الكتاب المقدس؟.
فأجاب بالإيجاب وقال: (( إن الأمة العبرية قامت قبل 3000 سنة أو أكثر والدولة العبرية التي خلقت في عام 1948م هما نفس الشيء وأن الإنجيل يقول: إن إسرائيل سوق تقوم من جديد وهذا ما حدث، إن ذلك يقنعني أن الإنجيل صحيح)).
وعدت بالسؤال أيضًا: هل إن الناس الذين قدموا أخيرًا إلى فلسطين من أوربا مثل مناحم بيجن الذي جاء من بولندا وأقاموا بين الذين جاءوا من الولايات المتحدة هل أنهم بنفس الشكل مع الساميين الذين عاشوا في فلسطين قبل 3000 سنة، أليس هؤلاء الساميون هم شرقيون؟!.
أجابني: إن اليهود هم شعب من عرق واحد.
فقلت: إن يهوديًّا يعيش في اليمن يمكن أن يعتبر شرقيًّا، وأن يهوديًّا يعيش في فرنسا يمكن أن يعتبر قوقازيًّا، بينما الفلاشا ـ اليهود الأثيوبيون ـ يعتبرون زنوجا.
فرد قائلاً: لا، إن جميع اليهود هم من عرق واحد، وكانوا كذلك منذ أيام إبراهيم.
وأكد على أن العالم يتألف من عنصرين فقط من الشعوب هما اليهود وغير اليهود، وإن عين الله هي دائماً على شعبه اليهودي.
وقال أيضًا: ((إن فلسطين هي الأرض التي أختارها الله لشعبه المختار وإنني لو كنت يهوديًّا لكان لي الحق في أرض فلسطين مثل بن جوريون وبيجن وشامير وجولدا مائير، وبوبي براون وغيرهم من المهاجرين، فبموجب قانون العودة اليهودي، فإن أي مهاجر يهودي ـ من أم يهودية ـ أو تحول إلى اليهودية يمنح الجنسية)).
وسألته عما إذا كان يؤثر التحول إلى اليهودية؟ فأجاب بالنفى مؤكداً على أن من واجبات المسيحيين مباركة اليهود ودعمهم في كل ما يتطلعون إليه والوقوف إلى جانبهم، وقال: ((لقد كانت إسرائيل على حق في غزو لبنان، فإذا صادروا أراضي عربية فإن لديهم الحق الإلهي في أن يفعلوا ذلك وكان يجب إن يأخذوا أكثر)).
وسألته: هل الكتاب المقدس يقول: إن الله أراد من إسرائيل إن تغزو لبنان في الوقت المحدد الذي قامت فيه بعملية الغزو؟
فرد بالإيجاب: نعم.
وقال: (( إن الغزو كان جزءا من الرؤيا، إن الفلسطينيين الذين قاتلوا الإسرائيليين والذين هم جزء من منظمة التحرير الفلسطينية استعملوا أسلحة قدمها لهم الاتحاد السوفياتي وهكذا فإن الحرب كانت حرب الاتحاد السوفياتي بالواسطة، حيث إن منظمة التحرير كانت تقاتل في مكان الروس، وهكذا فإن هزيمة منظمة التحرير كانت هزيمة للروس))!!.
وأضاف: إن الكتاب المقدس ينبئ لنا أيضا أن علينا أن نتوقع هجومًا يشنه على إسرائيل الروس واتحاد القادة العرب، إننا على ثقة من أن هذا الهجوم قادم لأن كتابي دانيال وحزقيال تنبأ به.
وأضاف: إننا نؤمن أن التاريخ يطوي الآن مرحلته السابقة وهي مرحلة الذروة: أقامته مملكة المسيح، حيث يحكم المسيح من القدس لألف سنة، إن كل اليهود سيتحولون إلى المسيحية، وسوف يساهمون في مملكة الألفية، مملكة حقيقية على الأرض تكون القدس مركزها الرئيسي.
وتقول جريس هالسل: وسألته عن أسماء الأحداث التي يجب أن تسبق المرحلة السابقة فأجاب:
أولاً: عودة اليهود إلى أرض فلسطين.
ثانياً: إقامة دولة يهودية.
إن خلق إسرائيل جديدة مع عودة اليهود إلى الأرض التي وعدهم الله بها، يعطينا دليلاً لا يناقش على أن خطة الله المباركة هي موضع التنفيذ، وأن العودة الثانية لمخلصنا قد أكدت، وبالنسبة إلى أن خلق دولة إسرائيل هو أهم حدث في التاريخ المعاصر، فإنها تمثل الخطة الأولى نحو بداية نهاية الزمن، لقد أعطانا الله إشارة في عام 1967م عندما منح النصر لإسرائيل على العرب ومكن اليهود من أخذ الأرض التوراتية يهودا والسامرة والسيطرة العسكرية على مدينة القدس، فلأول مرة منذ أكثر من 2000 سنة أصبحت القدس تحت سيطرة اليهود، وقد أشار في ذلك لأنه جدد إيماني بقوة ومصداقية الكتاب المقدس.
ثالثاً: التبشير باللاهوت لجميع الأمم بما في ذلك إسرائيل، فمن خلال الموجات القصيرة لأجهزة الراديو والتلفزيون نشرت رسالة المسيح حول العالم، ولدينا الآن 40 بعثة، إنجيلية حول العالم، لقد وصلت الدعوة إلى جميع الأمم.
رابعاً: صعود الكنيسة، وأنا أتوقع ذلك في أي وقت.
خامساً: وقوع الفتنة حيث تحدث معاناة كبيرة وسيعاني كل أولئك الذين يؤمنون من عذاب شديد، وسيخوضون الحروب، وبقيادة أعداء المسيح.
سادساً: وقوع معركة هرمجدون.
إنني مع كوني سعيدًا لعودة اليهود إلى فلسطين ولقيام دولة إسرائيل فإنني أشعر أن اليهود لم ينجزوا مهمتهم تماما أو أن على اليهود أن يملكوا كل الأرض التي أعطاها الله للعبرانيين، أي أن على اليهود أن يملكوا كل الأرض التي منحها الله قبل عودة المسيح، وان على العرب مغادرة هذه الأرض لأن هذه الأرض تخص اليهود، والله أعطى هذه الأرض لليهود(
[8]).
وإلى هنا ينتهي كلام هذا الأمريكي الذي يمثل عقيدة أكثر من 40مليون أمريكي أصولي مؤيد لإسرائيل حتى النخاع.
إنهم الحكام الجدد لأكبر دولة في العالم أو للدولة التي تتحكم في العالم عسكريا واقتصاديا.. إنه الفكر الصهيوني التوراتي الذي يسعى إلى تدمير الكرة الأرضية من أجل عيون اليهود.
([1]) أنظر كتاب "آخر أعظم كرة أرضية"، لكتابه "هول لينيدسي" وهو أحد المبشرين الإنجيليين الأمريكان وهو من المؤمنين بأن الجيل الذي ولد عام 1948م هو جيل النهاية وهو الذي سيشهد حرب هرمجدون!!.
([2]) أنظر النبوءة والسياسة، جريس هالسل.. وانظر كتاب نهاية أعظم كرة أرضية "وهو من الكتب الأكبر مبيعا في العالم فقد بيع منها نحو 18 مليون نسخة خلال السبعينيات.
([3]) سورة التوبة 5.
([4]) كتاب "آخر أعظم كرة أرضية" من أكثر الكتب التي لاقت رواجاً في السبعينيات وتتصدر لائحة أكثر الكتب مبيعاً بعد الكتاب المقدس وبيع منها 17 مليون نسخة وقتها.
([5]) النبوءة والسياسة.
([6]) انظر النبوءة والسياسة.
([7]) مدينة قديمة تقع على مفترق الطرق لها أهمية استراتيجية وأهمية عسكرية وملتقى للقوافل قديماً وطريق ساحلي يصل مصر بدمشق والشرق وكانت مسرحاً للمعارك وكان الغزاة الأقدمون يقولون إن أي قائد يستولى على مجيدو يمكن له أن ينتصر على كل الأعداء.
وجاء في أصحاح يوشع 21/21: كيف أن يوشع واليهود من بنى إسرائيل هزموا الكنعانيين في أرض مجيدو وبعد قرنين انتصر بنو إسرائيل على القائد الكنعاني "سيسيرا"، وقد حصن الملك سليمان هذه المدينة في عصره وجعل منها مركزاً عسكرياً وحقق الجنرال "اللمبي" الإنجليزي النصر على الأتراك في الحرب العالمية الأولى أيضاً على أرض مجيدو، وذكر إنجيل يوحنا كلمة هرمجدون في سفر الرؤيا الفصل 16 المقطع16: وجمعهم جميعاً في مكان يدعى بالعبرية هرمجدون".
وقد أضيفت الكلمة العبرية "هر" ومعناها الجبل إلى مجيدو.
([8]) النبوءة والسياسة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العائذ الأول والثاني ونهاية هلكة العرب _منصور عبد الحكيم

الشياطين الملجمة التى تظهر آخر الزمان - منصور عبد الحكيم

سر الرقم 13 على الدولار وعند الماسون- منصور عبد الحكيم