أول المنتظرين واخطرهم أخر الزمان بقلم منصور عبد الحكيم

أول المنتظرين واخطرهم أخر الزمان
بقلم منصور عبد الحكيم
----------------------------------------------------------------

ما من نبي الا وانذر امته وقومه الدجال, وذلك دليل على انه من المنظرين مثل ابليس عليهما اللعنة. انه شخص يأتي بعيد ظهور الامام المهدي عليه السلام ينشر القتل والنساء ومن اوصافه (انه شاب قطط عينه طافئة....).
وتطلق على هذا الدجال تسمية المسيخ لكون عينه اليمنى ممسوخة لا تبصر. اما لفظة الدجال فانها تطلق عليه لانه يُلبس على الناس الحق بالباطل.
وقد حَذر النبي صلى الله عليه وآله وسلم من فتنته حيث قال عليه السلام (... تعلموا انه اعور, وان الله ليس باعور). والملفت عندنا -اهل السنة- هو جزم بعض الصحابة رضوان الله عليهم بأن (ابن صياد) الذي عاصر ايام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو المسيخ الدجال, فقد روى عن ابن عمرا رضى الله عنه انه لقيه في بعض طرق المدينة فقال قولا اغضبه , فانتفخ حتى ملأ السكة). وقال ابن عمر: (والله ما اشك ان المسيح الدجال ابن صياد). 
وقد جاء في صحيح مسلم ان الدجال يسكن جزيرة في البحر.. وان له دابة اهلب كثير الشعر, لا يدري احد ما قبله من دبره من كثرة الشعر. تسمى (الجساسة).. وان رن تيميم الدارى واصحابه شاهدوه وكلموه على تلك الجزيرة --

وقد اكد بعض علمائنا, امثال القرطبي والبيهقي وابن كثير وابن تيمية-ان ابن صياد هو ذلك الدجال-وان الشيطان تبدى في صورة الدجال في تلك المدة الى ان توجه الى اصفهان فاستتر مع قرينه فينطلق منها..
وفي هذا المجال يروي البخاري في صحيحه: فان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شاهده عيانا بعد ان قيل له (اي للرسول صلى الله عليه وآله وسلم )-ان هو الدجال-وقد شبهه صلى الله عليه وآله وسلم برجل يعرفه الصحابة في زمانه وهو عبد العزى بن قطن وهو رجل من خزاعة).

و اخرج احمد في (المسند) والحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي. ان له حمارا يركبه عرض ما بين اذنيه اربعون ذراعا, وانه حمار اقمر...
وكذلك ان هذا الدجال كالغيث استدبرته الريح, فهو عند الحاكم النيسابوري يرد كل منهل وتطوى له الارض على فروة كبش, او انه يسير في الارض فلا يدع قرية الا هبطها في اربعين ليلة. فقد اخرج مسلم وغيره (ان المسيخ الدجال يعيث في الارض فسادا يمينا وشمالا الى ان ينزل عيسى بن مريم عليها السلام عند المنارة الشرقية ببيت المقدس-فيقتل الدجال بفضل الله, وينتهي اتباعه ايضا--
وما يعتصم به المسلمون من الدجال إذا خرج والوقاية منه ومن فتنه --عن ثوبان - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف فإنه عصمة له من الدجال.. رواه النسائي في اليوم والليلة.
عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من حفظ آيات من سورة الكهف عصم من الدجال.. رواه أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي والترمذي.
وكذلك حفظ أول عشر آيات من سورة الكهف--ومن الأحاديث الواردة في ذلك ما رواه مسلم من حديث النواس بن سمعان الطويل ... ( وفيه قوله صلى الله عليه وسلم : ) ( من أدركه منكم ، فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف ) .

وروى مسلم أيضاً عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : 
( من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف ، عُصم من الدجال ) .
أي : من فتنته .
والتعوذ الدائم من شر فتنة المسيح الدجال وخاصة بعد التشهد الأخير كل صلاة بقول : ( اللهم إني أعوذ بك من فتنة المسيح الدجال ) ثلاث مرات---روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا تشهد أحدكم ، فليستعذ با الله من أربع ، يقول : اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن شر فتنة المسيح الدجال ) .
وجوب الإقامة بمكة المكرمة والمدينة المنورة حيث أنهما تحرمان على الدجال بعد خروجه بفتنته وإدعاؤه بالنبوة والإلوهية ووجوب عدم الخروج منهما.