كتاب الحروب السيبرانية -حروب نهاية العالم - منصور عبد الحكيم

  كتاب 
 





الحروب أنواع متعددة منذ نشأة الخليقة , والانسان يصنع ويخترع أدواتها واسلحتها المتنوعة , ومن احدث انواع الحروب الحرب السيبرانية أو الحرب الإلكترونية عبر الإنترنت وهي شكل من أشكال الحروب التى تعتمد الإلكترونية كإجراء عسكري يتضمن استخدام الطاقة الكهرومغناطيسية للتحكم في المجال الذي يتميز باستخدام الإلكترونيات والطيف الكهرومغناطيسي لاستخدام بيانات التبادل عبر الأنظمة الشبكية والبنى التحتية المرتبطة بها.
مفهوم الحرب الإلكترونية انها مجموعة من الإجراءات تنفذ بهدف الاستطلاع الإلكتروني للنظم والوسائل الإلكترونية المعادية، وإخلال عمل هذه النظم والوسائل الإلكترونية، ومقاومة الاستطلاع الإلكتروني المعادي، وتحقيق استقرار عمل النظم الإلكترونية الصديقة تحت ظروف استخدام العدو أعمال الاستطلاع، والإعاقة الإلكترونية .
فهى ليست حرب بالجنود والطائرات والمدافع والبارجات , ليست حربا تقليدية تدمر اهدافها بشكل مباشر , بل هى أخطر من ذلك .
وفى هذا الكتاب سوف نسلط الضوء على تلك الحرب السيبرانية الألكترونية وايضا عن الحروب منذ ظهورها الى ما وصلت اليه , وما هى اهدافها وادواتها , وكل ما يتعلق بها من معلومات , وكيف تم استخدامها فى الحروب العالمية السابقة ثم ما انتهت اليه حتى حروب اخر الزمان.
لقد أصبحت البشرية تخشى الحروب لما يتكبده العالم من خسائر مادية وبشرية هائلة عرفها العالم فى كل الحروب السابقة ، وهذا ما دفع الدول الى نهج اسليب اخرى للحرب الألكترونية أى نهج جديد من الحروب؛ يتعمد المنهج الجديد في الحروب على الإنترنت بدلا من الدبابات والمقاتلات الثقيلة، وهو نظام غير مكلف مادياً للدول تستهدف البنية التحتية للمعلوماتية للقطاعات العسكرية والحكومية والاقتصادية، كما تستهدف تغيير البيئة الثقافية والفكرية للأعداء .
والحروب السيبرانية
)Cyberwar)
تخشاها كل الدول حيث ان العالم كله يعتمد على الإنترنت، والخدمات الإلكترونية في مؤسساتها وفى حروبها أيضا ، ومع التصاعد المستمر وتطور أدوات البرمجيات والتكنولوجيا الحديثة، كانت خطورة انتشار الهجوم السيبراني الأسرع والأكثر تدميراً
فالحروب السيبرانية أكثر دماراً من القنابل النووية , لأنها تستطيع تدمير أنظمة الإلكترونية خاصة بتشغيل محطَّات ضخ المياه، والهواتف، ومحطات الإذاعة والتلفزة، وتوقُّيف الاتصالات، وانهيار الأنظمة المالية .. الخ .
ولن تنجو الدول الكبرى ومؤسساتها من الهجمات السيبرانية،مهما كان قوة الأمن السيبراني لديها , لأن في كثير من الهجمات السيبرانية لا تنفع معها التدابير الوقائية ولا تنجح دائماً في الوقاية والتحصن منها , وعلى سبيل المثال في أكتوبر 2018م أعلن المتحدث باسم البنتاجون ( وزارة الدفاع الأمريكى) المقدم جوزيف بوتشينو، أن خرقا حدث لبعض «المعلومات تحدد الهوية الشخصية» بعدما تم اختراق موقع«متعهد تجاري واحد» , و في ألمانيا استطاع شاب يبلغ من العمر 20 عاما، تنفيذ أكبر عملية تسلل الإلكتروني في تاريخ ألمانيا , وطالت هذة الهجمات بيانات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وعدد من الشخصيات العامة، وهو ما سبب حرجا كبير لسلطات الأمن الإلكتروني وصف بـ«الفضيحة الأكبر»، وبحسب بيان للحكومة الألمانية، فإن هذا الهجوم، استخدِمت فيه أحصنة طروادة كانت مُخبَّأة داخل مُستندات «مايكروسوفت وورد»، وملفَّات «باور بوينت»، وانه لولا سرعة اكتشاف الهجوم، والتدخُّل السريع من المسؤولين الأمنيين لسرِقة أكثر من 1000 جيجا بايت من البيانات الحساسة.
ومن الهجمات السيبرانية المعاصرة ما تعرضت لها أجهزة الحاسب الإيرانية عام 2010م بهدف إلحاق الضرر بأجهزة الطرد المركزي الخاصة بتخصيب اليورانيوم في بعض المنشأت النووية الإيرانية , واتهمت طهران الولايات المتحدة الأمريكية، بشن هذة الهجمات.
وهكذا نرى أن ظهور ثورة تكنولوجيا الإلكترونيات واستخدامها في الأغراض العسكرية، كانت نقطة تحول كبيرة سواء في فن الحرب أوفي إدارة الصراع المسلح، فقد أخذت أسلحة القتال الحديثة ومعداته مكان الصدارة في حسم أي صراع مسلح، وخاصة أسلحة الهجوم الجوي الحديثة , لاعتمادها على نظم السيطرة والتوجيه الإلكتروني، التي تمكنها من تنفيذ المهام المطلوبة منها بكفاءة وإصابة أهدافها بدقة عالية , نظراً لاستخدامها نظم ووسائل الكشف، والتوجيه، والتحكم والقيادة وتصحيحها لاسلكياً، ورادارياً، وحرارياً، وليزرياً، وتليفزيونياً، وهي النظم التي يتم تشغيلها واستخدامها ليلاً ونهاراً, هذا إضافة إلى النظم الحديثة وآلات التصوير ذات الحساسية العالية، التي يمكنها العمل في مستوى الضوء المنخفض بكفاءة ودقة .
ومكنت التكنولوجيا الحديثة الجيوش الحديثة فى السيطرة الآلية على القوات ووسائلها من أجهزة وحاسبات آلية, وانطلاقاً من اعتماد أسلحة القتال الحديثة على النظم والوسائل الإلكترونية، فقد أظهرت العمليات الحديثة في حرب فيتنام، وحرب أكتوبر 1973م وحرب فوكلاند، وحرب الخليج الثانية، وحرب البلقان، الدور الذي يمكن أن تؤديه الحرب الإلكترونية , بوصفها سلاحاً مضاداً يمكنه التأثير بفاعلية على الحد من إمكانات هذه الأسلحة والمعدات في ساحة القتال حتى اصبحت الحرب الإلكترونية إحدى صور الصراع التكنولوجي لتحقيق هذا النصر، لذا فإن الحرب الإلكترونية أصبحت في مقدمة تلك الوسائل؛ بل أصبحت في مقدمة الموضوعات التي يعكف العسكريون على دراستها، كما تعكف مراكز البحوث العلمية والفنية على تطويرها، وتحديثها، باستمرار, وسارعت دول العالم إلى تسليح مختلف أنواع قواتها بوسائل الحرب الإلكترونية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العائذ الأول والثاني ونهاية هلكة العرب _منصور عبد الحكيم

الشياطين الملجمة التى تظهر آخر الزمان - منصور عبد الحكيم

سر الرقم 13 على الدولار وعند الماسون- منصور عبد الحكيم