عبيد المنازل وعبيد الحقول - الكاتب منصور عبد الحكيم



عبيد المنازل وعبيد الحقول - الكاتب منصور عبد الحكيم :
-------------------------------------------------
شعوب العالم الثالث تذكرنى بمجتع العبيد فى أمريكا قبل تحرير العبيد هناك , كان العبيد في أميركا ينقسمون إلى قسمين "عبيد المنازل " و "عبيد الحقل" عبيد الحقل يعيشون في قهر شديد وإذلال وكبت حريات، بينما كان عبيد المنازل يعتبرون أنفسهم من طبقة العبيد المرفهة، فكانوا يأكلون بقايا طعام أسيادهم ويلبسون ملابسهم القديمة، وكان كلما يجتمع العبيد لتحرير أنفسهم من العبودية يخالفهم عبيد المنازل المنتفعين، وكانوا ينقلون أخبار ترتيبات الثورة لأسيادهم فيقوموا بتعذيب عبيد الحقل ويفشلون حلمهم، لقد رضى عبيد المنازل بالعيش كالحيوانات الضالة تلقى لا بقايا الطعام فتشكر على ذلك ,
لقد ايقنوا أن بقايا الطعام والملابس أغلى عندهم من الحرية وأصبحوا يرفعون الاغطية كى يتقون أمطار الحرية
هكذا فعل غالبية الشعوب المقهورة والتى اعتادت القههر والظلم حين تقوم ثورات التحرر أو قل ثورات سبارتكوس الذى كان عبدا من رقيق الإمبراطورية الرومانية، وزعيما ثائرا قاد العبيد أمثاله لثورة ضد السادة ولم تنجح .
تعلم سبارتكوس في مدرسة للعبيد كيفية مصارعة الوحوش في ملاعب روما لتسلية الرومان، وفي سنة 73 ق.م نظم ثورة للعبيد في تلك المدرسة، وانتشرت أنباء نجاحها بسرعة في مختلف أرجاء البلاد، وسرعان ما أنضوى تحت لوائه الآلاف المؤلفة من العبيد، ونادوا بزعامته لهم , وأرسل مجلس الشيوخ عدداً من الجيوش لمحاربته ، فأنتصر عليهم جميعاً.
ثم أسندت القيادة إلى القائد الرومانى ماركوس لوشيوس كراسوس، فهُزم سبارتاكوس عام 71 ق.م، وقُتل في المعركة، ويقال أنه ماركوس أقام الصلبان على طــــول الطريق من روما إلى كابوا، وقد علّق عليها الآلاف من الذين بقوا على قيد الحياة إثر المعركة، ليكونوا عبرة للآخرين.
الخلاصة أن هناك عبيدا يرفضون الحرية لأنهم لم يعرفوها ورضوا بالعيش على الفتات من موائد الأغنياء والظلمة , بل وحاربوا اخوانهم العبيد الذين يطالبون بالحرية , فقد اعتبروا الحرية وباء وابتلاء يحب الابتعاد عنه .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العائذ الأول والثاني ونهاية هلكة العرب _منصور عبد الحكيم

الشياطين الملجمة التى تظهر آخر الزمان - منصور عبد الحكيم

سر الرقم 13 على الدولار وعند الماسون- منصور عبد الحكيم