لا تدرى ان كنت مكانه ماذا تفعل؟ - منصور عبد الحكيم
لا تدرى ان كنت مكانه ماذا تفعل!!
عن جُبير بن نُفير، قال: جلَسنا إلى المقداد بن الأسود يومًا،فمرَّ به رجل، فقال: طوبى لهاتين العينين اللَّتين رأَتا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والله لوَدِدْنا أنَّا رأينا ما رأيتَ، وشَهِدنا ما شَهِدتَ.
فاسْتُغْضِب، فجعَلتُ أعجب! ما قال إلاَّ خيرًا، ثم أقبَل إليه، فقال: ما يَحمل الرجل على أن يتمنَّى محضرًا غيَّبه الله عنه، لا يدري لو شَهِده، كيف كان يكون فيه؟
والله لقد حضَر رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أقوامٌ أكبَّهم الله على مناخرهم في جهنَّم، لَم يُجيبوه ولَم يُصدِّقوه، أوَلا تَحمدون الله إذ أخرَجكم لا تَعرفون إلاَّ ربَّكم، مُصدِّقين لما جاء به نبيُّكم، قد كُفيتُم البلاء بغيركم؟
منصور عبد الحكيم
والله لقد بعَث الله النبي - صلى الله عليه وسلم - على أشد حالٍ بُعِث عليها نبيٌّ من الأنبياء في فترة وجاهليَّة، ما يرون أنَّ دينًا أفضل من عبادة الأوثان، فجاء بفرقان فرَّق به بين الحق والباطل، وفرَّق بين الوالد وولده، حتى إن كان الرجل ليرى والدَه وولده، أو أخاه كافرًا، وقد فتَح الله قُفلَ قلبه للإيمان، يعلم أنه إنْ هَلَك، دخَل النار، فلا تَقَرُّ عينُه وهو يعلم أنَّ حبيبه في النار، وأنها للتي قال - عز وجل -: ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُن ﴾ [الفرقان: 74].
تعليقات