الحساب فى الأخرة من الكتاب والسنة _منصور عبد الحكيم
الحساب فى الأخرة من الكتاب والسنة👇
قال تعالى
﴿ أَفَحَسِبۡتُمۡ أَنَّمَا خَلَقۡنَٰكُمۡ عَبَثٗا وَأَنَّكُمۡ إِلَيۡنَا لَا تُرۡجَعُونَ ١١٥ فَتَعَٰلَى ٱللَّهُ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡحَقُّۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡكَرِيمِ ١١٦ وَمَن يَدۡعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ لَا بُرۡهَٰنَ لَهُۥ بِهِۦ فَإِنَّمَا حِسَابُهُۥ عِندَ رَبِّهِۦٓۚ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلۡكَٰفِرُونَ ١١٧ وَقُل رَّبِّ ٱغۡفِرۡ وَٱرۡحَمۡ وَأَنتَ خَيۡرُ ٱلرَّٰحِمِينَ ١١٨ ﴾ [المؤمنون : ١١٥، ١١٩)
هل يظن الإنسان انه خلق ليعيش فى الدنيا يلهو ويلعب ويظلم ويفعل ما يحلوا له، دون حساب فى الدنيا والآخرة 🤔
تلك هي العبثية إذا ظن ذلك، فآيات القرآن الكريم والسنة النبوية ذاخرة بالأدلة على وجود حساب اخروي وجنة ونار.
فالحساب الاخروي شرعًا هو: إطْلاع الله تعالى عبادَه على أعمالهم قبلَ الانصِراف من المحشَر خيرًا كانت أو شرًّا؛ قال تعالى: ﴿ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ ﴾ [المجادلة: 6]، وقال تعالى: ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [آل عمران: 30]، وقال تعالى: ﴿ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 49].
فالحساب ثابتٌ بالكتاب والسُّنَّة والإجماع، والإيمان به أصلٌ من أصول الإيمان :
• قال تعالى: ﴿ إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ ﴾ [الغاشية: 25، 26].
• وقوله تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ﴾ [الانشقاق: 7، 8].
عن عائشة رضي الله عنها أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يقولُ في بعض صَلاته: "اللهمَّ حاسِبني حِسابًا يسيرًا"، فقالت عائشة: ما الحِساب اليسير؟ قال: "أنْ ينظُر في كتابه فيتجاوَز عنه"[رواه أحمد فى مسنده ].
• والحساب عامٌّ للجميع، إلا مَن استثناهم النبي صلى الله عليه وسلم ؛ كما في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما وفيه قال صلى الله عليه وسلم في أُمَّته: "ومعهم سبعون ألفًا يدخلون الجنَّة بلا حِساب ولا عَذاب"، فقام عكاشة ابن محصن رضِي الله عنه فقال: ادعُ اللهَ أنْ يجعلَنِي منهم. فقال: "أنت منهم"[متفق عليه ] الحديث.
دلَّت النُّصوص الواردة في الحِساب - ومنها حديث ابن عمر المتفق عليه - على: "أنَّ الله يخلو بعبده المؤمن فيُقرِّره بذنوبه - أو بعمله - حتى إذا رأى أنَّه قد هلَك؛ قال الله تعالى له: أنا سترتُها عليك في الدنيا، وأنا أغفِرُها لك اليوم، فيُعطَى كتاب حسناته.
وأوَّل مَن يُحاسَب من الأمَم هذه الأمَّة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : "نحن الآخِرون السابِقُون يومَ القيامة المقضيُّ بينهم قبل الخلائق"متفق عليه.
وروى ابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا: "نحن آخِر الأُمَم وأوَّل مَن يُحاسَب...".
وأوَّل ما يُحاسَب به العبدُ من حُقوق الله الصلاةُ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : "أوَّل ما يُحاسب عليه العبدُ يوم القيامة الصلاةُ...، رواه الطبراني، وإسناده لا بأسَ به.
قال المنذري في الترغيب والترهيب: وأوَّل ما يُقضَى بين الناس - قلت: يعني: من حُقوق بعضهم على بعضٍ - في الدِّماء؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : "أوَّل ما يُقضَى بين الناس يوم القيامة في الدِّماء". متفق عليه.
#منصور_عبد_الحكيم
تعليقات