الخناقون العرب والخناقون الهنود وريا وسكينة _منصور عبد الحكيم

 الخناقون العرب  والخناقون الهنود وريا وسكينة -  الكاتب منصور عبد الحكيم :

-------------------------------------------------------

كلنا يعرف قصة  عصابة ريا وسكينة التي قتلت العديد من النساء في الاسكندرية وسلب ما يلبسن من مشغولات ذهبية وأموال , وكانت طريقة القتل التي استخدمتها تلك العصابة الخنق بقطعة قماش مبلللة بالماء ودفن الجثث ف نفس مكان ارتكاب الجرائم .

فهل عصابة ريا وسكينة هي أول من من مارست ذلك العمل وتلك الطريقة ؟

الحقيقة :  لا ..

فالتاريخ يذكر لنا  عصابات تخصصت ف قتل ضحاياها بالخنق لسرقة أموالهم  واطلق عليهم الخناقين ..منهم عرب وأخرين هنود .. ولكن العرب كانوا اسبق بقرون  في التواجد من الهنود تاريخيا !!!

-  ذكرهم الجاحظ في كتابه “الحيوان” ، وكانوا منتشرين في البصرة وبغداد على عهده وقال عنهم: “إنهم لا يسكنون في البلاد إلا معاً ولا يسافرون إلا معاً، فلربّما استولوا على الدرب بأسره ولا ينزلون إلا في طريقٍ نافذ ويكون خلف دورهم أما صحارى او بساتين واشباه ذلك تسهيلاً للهرب اذا حوصروا. وكان لهم دربٌ ببغداد يسمى "درب الخناقين” حيث يقتادون الضحية إلى دربهم وقد جعلوا على ابوابهم مُعَلِّماً منهم ومعه صبيان يعلّمهم الهجاء والقراءة والحساب. وفي كلِّ دارٍ لهم كلاب مربوطة تشترك كذلك في العملية. ولدى نسائهم دفوف وطبول وصنوج. فاذا أراد أهل دار منهم خنقَ انسانٍ ضربت النساء بالطبول والدفوف والصنوج وأطلقن الزغاريد وصاح المعلّم بالصبيان أن ارفعوا اصواتكم بالقراءة وهيّجوا الكلاب. فلو كان للمخنوق صوتُ حمارٍ لما شعر بمكانه أحد كما أن الناس إذا سمعوا تلك الجلبة لم يشكّوا ان عرساً يجري في دورهم او فرحاً. (الحيوان / 2/ 264).


وذكرهم ابن الجوزي في المنتظم وبتفاصيل أشمل فقال : ((وفى يوم الخميس ثلاث عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى اخذ خناق ينزل درب الاقفاص من باب الشام خنق جماعة ودفنهم فى عدة دور سكنها وكان يحتال على النساء يكتب لهن كتاب العطف ويدعى عندهن علم النجوم والعزائم فيقصدنه فاذا حصلت المرأة عنده سلبها ووضع وترا له فى عنقها ورفس ظهرها واعانته امرأته وابنه فاذا ماتت حفر لها ودفنها فعلم بذلك فكبست الدار فاخرج منها بضع عشرة امرأة مقتولة ثم ظهر عليه عدة دور كان يسكنها مملوءة بالقتلى من النساء خاصة فطلب فهرب الى الانبار فأنفذ اليها من طلبه فوجده فقبض عليه وحمل الى بغداد فضرب الف سوط وصلب وهو حى ومات)) فالمرأة والابن في هذه الجريمة معا , وهذا يدل على أن هذه العائلة قد اتخذت حرفة الخناقة لسلب الناس أموالهم .

وفي القاهرة ظهرت مثل تلك الجماعة , فذكر بدر الدين العيني الحافظ المحدث المؤرخ العلامة من أعلام القرن التاسع الهجري ( القرن ال 14 , 15 م ) في كتابه 

عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان وهو موسوعة ضخمة في التاريخ:

أن امرأة اسمها غازية كانت بباب الشعرية قتلت الكثير من الرجال خنقا والاستيلاء علي اموالهم , وذلك بعد استدراجهم لبيتها بواسطة امرأة عجوز قوادة ويتم قتل الضحايا وكانوا من الرجال راغبي المتعة الحرام وكان يساعدها بعض الرجال ،وقامت أيضا بستدراج بعض النساء لسرقة مشغولاتهم الذهبية ,  وشاركها في الجريمة مجموعة من الرجال  , وبعد اكتشاف امرها هي وعصابتها الخمسة نفذ بهم حكم التعليق بالمسامير .

أما في الهند فقد ظهرت جماعة دينية في القرن ال15م تقريبا أحترفت القتل بالخنق بواسطة قطعة قماش  تقربا للآلهتهم (كالي )!!!

 قامت هذه الطائفة  بالقتل  بوحشية، وتمكنوا من الوصول لضحايا بطرق متنوعة كل حسب نوع وهيئة الضحية نفسها، أطلق على هذا النوع من المجرمون إسم الخناقون، ويرجع الاسم لنوع من الطوائف الهندية التي كان معتنقوها يقطعون الطرق على المسافرين ويقتلوهم ويسرقوهم، وهذه الطائفة متنوعة الأديان فبعض أعضاءها مسلم والآخر من السيخ و آخرون من الهندوس، إلا أن أكثر المنضمين لهم من الهندوس الذين يؤمنون بالأله  كالي إله الموت والزمن ولهذه الأله تمثال امرأة سمراء اللون لها أنياب شعرها طويل وترتدي سلسلة من رؤؤس مقطوعة للناس، وأتباع هذه الطائفة يقتلون الناس لإرضائها


ويقولون أن كالي قد أنقذتهم قديما من كائن كبير ومخيف كان يلتهم الناس، وكان الكائن المخيف يملك القدرة على التحول إلى كائن جديد، وقامت كالي بخلق رجلين وأعطت كل واحد فيهم قطعة من القماش الأصفر اللون، وطلبت منهم خنق الكائن بها حتى يقضيا على المخلوق المخيف تماما،  وبالفعل تمكنوا من ذلك دون أن تسفك أي دماء، وطلبت من الرجلين الاحتفاظ بقطعة القماش الصفراء التي قتلا بها الكائن، وأن يورث القماش لأولادهم وأحفادهم، وأن يقتلوا كل إنسان مختلف عنهم في الطائفة.


ولكن جرائم هذه الطائفة امتدت لتشمل القتل والسرقة أيضا، ولقد كانت هذه الطائفة نشيطة في القرن 16 وزادت جرائمها جدا لدرجة أن الناس حاولوا التخلص منهم تماما، ولكنهم فشلوا نظرا لتمتع هذه الطائفة بالدقة وسرية الخطوات حتى أن جرائمهم كانت تكتشف بعد وقت طويل، وهذا يرجع لأنهم لا يتركوا وراءهم أي أثر، وعند القبض على أحدهم يصر على براءته من فعل الجريمة ولا يشي أبدا بمن شاركه في ارتكابها حتى لو عذب لكي يقر بفعل الجريمة، وظل السفرهماً ثقيلاً للمسافرين الذين كان يخافون الوقوع في يد تلك الطائفة التي لا ترحم، هؤلاء المجرمون كانوا مخططين جيدين لجرائمهم فكانوا يجمعون الأخبار عن المسافرين لكي يختاروا الضحايا الافضل من الأغنياء، وكانوا يتخفوا في صورة متسولين أو في صورة أصحاب العاهة المستديمة حتى لا يشك فيهم أحد ثم يندسوا وسط المسافرين، وقد يأخذوا النساء والأطفال معهم حتى لا يشك فيهم أحد، وعندما يأتي الوقت المناسب يهجموا على المسافرين ويأتي المدد للطائفة عن طريق أناس يتبعوا المسافرين دون أن يشعر بهم أحد.


وللطائفة أماكن محددة يهجموا فيها، فكانوا يحبوا الهجوم في الأماكن التي يعرفوها ويستطيعوا التخلص فيها من جثث القتلى، وكانت الطائفة تهاجم بالليل بعد الإشارة المتفق عليها ضمن أعضاء الطائفة والتي كانت عبارة عن دخان يراه أعضاء الطائفة من الخارج لكي يهجموا، وكان أعضاء الطائفة الموجودون في القافلة يغطوا الأحداث بالغناء والرقص حتى يتم التسهيل للهجوم، وكان أعضاء الطائفة يقتلون ضحاياهم بقطعة قماش صفراء اللون تلف على رقبة الضحية ويقوم بالخنق حتى يموت، ويشارك في عملية الخنق أكثر من رجل لضحية الواحدة، ولقد حرمت الطائفة قتل النساء في بعض الأحيان وحرمت قتل كل من عمل في مهنة النجارة والحدادة والغناء والرقص وكانوا في بعض الأحيان يخطفوا أطفال الضحايا ليكثروا من عددهم كطائفة، ولا يسمح لأي أحد أن يقتل إلا عندما يصبح في عمر 18 عام بعد أن يشارك في جرائم سابقة يكون تعلم منها الكثير والكثير.


ولقد قام الاحتلال البريطاني للهند بالقبض على الكثير من أتباع هذه الطائفة الخطيرة ويذكر أن وليم ساليمان قد أعد خطة محكمة للقبض على عدد منهم حيث تنكر الضباط في زي مسافرين، وعند اللحظة الحاسمة تم القبض على الكثير من المجرمين، وتوالت الأحداث حتى تم الكشف عن وجود الكثير من المجرمين والضحايا ليصل عدد الضحايا خلال اربعة قرون حوالي مليون قتيل مغدور، وقد تمكن البريطانيون من القضاء نهائيا على أتباع الطائفة المخيفة في عام 1870ميلادي.

ثم ظهرت عصابة ريا وسكينة ف بدايات القرن العشرين المنصرم لتعيد لذاكرة التاريخ مثل تلك الجرائم , وتطبقها بنفس الطريقة وكأنهم قد قرءوا تاريخهم , أو أن جيناتهم الاجرامية واحدة , وعبادة وولائهم للشيطان الأكبر .

-----------------------

نعتذر لطول المقال  وننتظر تعليقاتكم 

#منصور_عبد_الحكيم


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العائذ الأول والثاني ونهاية هلكة العرب _منصور عبد الحكيم

الشياطين الملجمة التى تظهر آخر الزمان - منصور عبد الحكيم

سر الرقم 13 على الدولار وعند الماسون- منصور عبد الحكيم