ملوك العرب الخمسة المخلوعين منذ 1952م - الكاتب منصور عبد الحكيم

ملوك العرب الخمسة المخلوعين منذ 1952م
الكاتب منصور عبد الحكيم :
---------------------------------------------
شهدت منطقة الشرق العربى منذ أوائل الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين في سقوط خمسة ملوك لكل من : مصر، تونس، العراق، اليمن، وليبيا.
1- الأول فاروق ملك مصر والسودان :
في 23 يوليو 1952، سيطر تنظيم الضباط الأحرار على مقر قيادة الجيش وكافة المرافق الحيوية في القاهرة، وكان الملك فاروق حينذاك في الإسكندرية حيث كان يقضي فترة الصيف كعادته .
كان البيان الأول للضباط، خالياً من أي تصريح حول خلع الملك. ولكن بعد استتباب الأمور، حُسم الأمر وتقرر إجبار فاروق على التنازل عن العرش لابنه الأمير أحمد فؤاد، الذي كان لا يزال رضيعاً، وتعيين مجلس وصاية على العرش، في 26 يوليو 1952، بعد نجاح الانقلاب بثلاثة أيام، غادر فاروق إلى إيطاليا، على متن يخت المحروسة، في المنفى، كان فاروق مسرفاً في معيشته، فأنفق الأموال التي كانت معه بالإضافة إلى أرصدته في سويسرا، وقيل إن النظام السعودي كان يرسل إليه أموالاً شهرية، حتى توفي في 18 مارس 1965م.
ومازال أخر ملوك مصر أحمد فؤاد الثانى حيا يعيش فى المنفى حتى الآن.
ثم ألغى مجلس قيادة الضباط النظام الملكي رسمياً في 18 يونيو 1953 وأعلن النظام الجمهوري وتمت مبايعة اللواء محمد نجيب رئيسا للجمهورية.
2- محمد الأمين باي تونس أى ملك تونس :
نالت تونس استقلالها عام 1956و كان الحزب الحر الدستوري، بزعامة الحبيب بورقيبة يهيمن على الحياة السياسية باعتبار أنه قاد النضال ضد الاحتلال الفرنسي.
سيطرت الحزب على كل مقاعد المجلس القومي التأسيسي الذي كان يدير البلاد. وكان بورقيبة الوزير الأول في الحكومة التونسية، فاستطاع من خلال المجلس أن يسحب أغلب الصلاحيات من محمد الأمين "باي تونس".
عرض رئيس المجلس التأسيسي، جلولي فارس، فكرة إلغاء النظام الملكي وإقامة النظام الجمهوري، فتمت الموافقة على ذلك، وكلّف بورقيبة برئاسة البلاد في 25 يوليو 1957.
وتحكي سلوى باي، حفيدة محمد الأمين باي، أن السلطات الجديدة أخرجت جدها والعائلة من القصر الملكي، حتى أنها كانت تنتعل حذاءً جديداً حين خرجت من القصر، فطُلب منها خلعه، باعتباره من الأملاك المصادرة من الأسرة الحاكمة، وأعطوها بدلاً منه حذاءً بلاستيكياً، كما صادروا كل ممتلكات الباي وعائلته، حتى حلي النساء.
وفي أكتوبر 1958 نُقل الباي المخلوع وزوجته إلى منزل بضاحية سكرة، ثم منحا حرية الحركة عام 1960 لينتقلا إلى شقة في حي لافاييت في العاصمة، حتى توفي الأمين في 30 سبتمبر 1962.
وتروي الحفيدة أن باقي العائلة استطاعت بالكاد أن تستأجر منزلاً متواضعاً، وكان بعض الأهالي يعطفون عليهم ببعض قطع الأثاث المتواضعة.
3- ملك العراق فيصل الثاني :
تم الانقلاب العسكرى عل الملك الشاب للعراق فيصل الثانى يوم 14 تموز يوليو 1958، حيث استيقظ على أصوات رصاص، وحالة هرج ومرج وأخبره العاملون بقصر الرحاب الملكي أن ضباطاً من الجيش أعلنوا قيام الجمهورية وإلغاء الملكية، وأن قوات مسلحة تحاصر القصر، فأعلن استسلامه.
خرج الملك فيصل، هو وخاله الأمير عبد الإله، صاحب النفوذ القوي والوصي السابق على العرش، وعدد من أفراد الأسرة المالكة إلى باحة القصر، وأدى التحية العسكرية للضباط المتواجدين، ثم سار رافعاً منديلاً أبيض، ومن خلفه جدته الملكة نفيسة ترفع المصحف فوق رأسه.
وأثناء ذلك أطلق أحد الضباط الشيوعيين النار عليهم، فمات الملك وخاله وجدته نفيسة وآخرون , عل غرار ما حدث لقيصر روسيا نيقولا الثانى وأسرتة عقب الاطاحة بهم من الثوار الشيوعيين فى بداية القرن العشرين , قتلهم الضابط الشيوعي عبد الستار العبوسي
بعد حادثة إطلاق النار، حُمل جثمانا فيصل وعبد الإله في سيارة انطلقت إلى خارج القصر، ودفع ضغط الجماهير في الشارع ضابطاً إلى أن يلقي إليهم بجثة عبد الإله، فسحلوها ومثلوا بها في الشارع.
ثم انطلقت السيارة بجثمان الملك المخلوع إلى مبنى وزارة الدفاع ومنه إلى مستشفى الرشيد العسكري، وبعد التأكد من وفاته تم دفنه في حفرة مجاورة للمستشفى،
وبعد ذلك بسنوات نُقل رفات الجثمان إلى مقابر الأسرة الملكية بمنطقة الأعظمية في بغداد، عام 1988.
4- إمام اليمن محمد البدر :
فوجئ الإمام محمد البدر بن حميد الدين بعد ستة أيام من اعتلائه عرش المملكة المتوكلية اليمنية، بالإطاحة به على أيدي قوات من الجيش بقيادة عبد الله السلال، قائد الحرس الملكي، في 26 سبتمبر 1962.
فر الأمام إلى السعودية، ليبدأ من هناك معركة ضد قوات النظام الجمهوري والقوات المصرية، التي بدأ جمال عبد الناصر بإرسالها إلى هناك.
استقبلت السعودية البدر ودعمته رغم أنه زيدي المذهب ، فقد اعتبرت المملكة الوجود المصري في اليمن خطراً عليها، ودعمت البدر مالياً وعسكرياً للتصدي للوجود الناصري على حدودها. وبعد معارك طويلة، توطد الأمر للجمهوريين وفقد البدر الأمل في استرداد عرشه، فانتقل إلى بريطانيا بعد اعتراف الرياض بالنظام الجمهوري اليمني، وظل هناك حتى توفي في لندن عام 1996.
5- ملك ليبيا محمد بن إدريس السنوسي
تم الانقلاب عليه اثناء تواجده في رحلة إلى تركيا واليونان حين تحركت وحدات من الجيش بقيادة معمر القذافي، لخلعه من الحكم في الأول من سبتمبر 1969.
آثر الملك السلامة وذهب إلى مصر لاجئاً سياسياً، رغم أن النظام الناصري كان مؤيداً بل داعماً للقذافي الذي جرّد الملك وعائلته من جنسياتهم وطردهم.
ظل السنوسي مقيماً بالقاهرة حتى توفي في مايو 1983، فنقلته طائرة عسكرية مصرية إلى المدينة المنورة كي يدفن بالبقيع، تنفيذاً لوصيته.
وسبحان من له الدوام .. سبحان الله العظيم ملك الملوك

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العائذ الأول والثاني ونهاية هلكة العرب _منصور عبد الحكيم

الشياطين الملجمة التى تظهر آخر الزمان - منصور عبد الحكيم

الاعشاب والجن لمنصور عبدالحكيم