يا بيوت السويس - منصور عبد الحكيم

 ذكرياتى



يا بيوت السويس

منصور عبد الحكيم

ذكريات عصفت بى اليوم عن مدينة السويس عادت بى الى عام 1975 على ما اذكر , كنت وقتها فى اجازة الصيف وانا طالب بكلية الحقوق وبعد حرب اكتوبر 73 , بدأت عميلة اعمار مدن القناة , وفتحت مدن القناة ومنها السويس للشعب ,ودعا الاعلاميين شباب الجامعة بالذهاب الى مدن القناة التى دمرتها الحرب لاعمارها بدلا من السفر الى الخارج والعمل هناك .
كنا مجموعة شباب من شبرا وقرأنا ما كتب فى الصحف , وقررنا السفر الى السويس للمشاركة فى اعمارها , كنا مجموعة عددها على ما اذكر مكونها من خمسة او ستة شباب , اقترحت ان يسافر اتنين منا الى السويس ثم يتصل بالباقى للحضور .
وقع الاختيار عليا وصديقى اسامة , وبالفعل سافرنا الى السويس بالقطار من محطة القطار بميدان رمسيس على ما اذكر محطة كوبرى الليمون , كانت رحلة شاقة , وصلنا بالليل , وكانت اول مرة اسافر للسويس , كانت اثار العدوان الاسرائيلى واضحا على بيوتها المهدمة , والدبابات الاسرائيلية مدمرة فى الشوارع منذ محاولاتها دخول المدينة عام 1973 وتم تدميرها بواسطة ابطال المقاومة وقتها .
طبعا لم يكن هنا فنادق ولا لوكاندة للمبيت فيها , فنمنا ليلتنا فى القطار الذى جئنا فيه بعد ان ركن فى مكانه فى شارع الاربعين على ما اذكر.
وفى الصباح سالنا على موضوع الشغل واعمار المدينة فقالوا لنا انه الاعمار على بعد بضعة كيلومترات من المدينة فى منطقة تسمى المثلث فتوجهنا اليها سيرنا على الاقدام .
شاهدنا هناك ( فى المثلث) الأعمار والبناء على أشده ..بناء مساكن كثيرة بلوكات , والشغل متوفر ولكن لأصحاب الحرف من بنائين وكهربائية ونجارين , وبالطبع ليس هناك للطلاب مكان , حاولنا ايجاد فرصة عمل فلم نجد ما نستطيع القيام بعد , فى نهاية اليوم قررت العودة للقاهرة , واصر صديقى البقاء والاتصال بباقى الاصدقاء للقدوم الى السويس , واتصل بهم تليفونيا فى حين توجهت انا الى محطة الأتوبيسات للعودة الى القاهرة , وعدت ادراجى بعد ان تحققت من كذب الاعلام , وعلمت ان باقى الاصدقاء قدموا الى المدينة ولم يوفقوا الى ايجاد عمل والمساهمة فى اعمار المدينة فعادوا الى القاهرة فى اليوم التالى .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العائذ الأول والثاني ونهاية هلكة العرب _منصور عبد الحكيم

الشياطين الملجمة التى تظهر آخر الزمان - منصور عبد الحكيم

الاعشاب والجن لمنصور عبدالحكيم