لماذا لم يذكر الدجال فى القرءان صراحة؟ - الكاتب منصور عبد الحكيم

لماذا لم يذكر الدجال فى القرءان صراحة؟
الكاتب منصور عبد الحكيم



سؤال قديم : لماذا لم يأت ذكر الدجال رغم اهميته وخطورتة صراحة فى القرءان ؟
والإجابة على السؤال.. انه بداية قد ذكر صراحة فى الأحاديث النبوية الصحيحة، والسنة شارحة موضحة للقرءان
-ومن العلماء من قال انه ذكر فى القرءان فى قوله تعالى ( لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) سورة غافر آية (57)
وقالوا المقصود بالناس هنا المسيح الدجال من إطلاق الكل على البعض قال ابو العالية : ( أي اعظم من خلق الدجال حين عظمته اليهود ).
وقوله ايضا :
( .... يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ ) سورة الأنعام آية ( 158 ).
وهذه الآيات هي الدجال وطلوع الشمس من مغربها والدابة وهي المذكورة في تفسير هذه الآية فقد روى مسلم والترمذي عن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل او كسبت في إيمانها خيرا طلوع الشمس من مغربها والدجال ودابة الأرض.

ثانيا - إن القران الكريم ذكر نزول عيسى عليه السلام قال تعالى ( وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ .. ) سورة الزخرف آية (61)
والمراد بكونه علماً للساعة كونه من أشراطها ينزل على الأرض فيعلم به قرب الساعة إي نزول عيسى بن مريم ومن المعلوم أنه هو الذي يقتل المسيح الدجال فاكتفى بذكر مسيح الهدى عيسى بن مريم عليه السلام عن مسيح الضلالة ، وعادة العرب أنها تكتفي بذكر أحد الضدين دون الآخر.

ثالثا - أن القرآن الكريم لم يذكر الدجال احتقاراً لشأنه لأنه يدعي الربوبية وهو بشر ينافي حاله جلال الرب وعظمته وكماله وكبرياءه وتنزهه عن النقص فلذلك كان أمره عند الله أحقر واصغر من أن يذكر ،
ومن هذا حذرت الأنبياء منه وبينت خطره وفتنته كما سبق أن كل نبي انذر أمته ( الأعور الدجال ) وحذرها من فتنته.

ومن اعترض بأن القرآن الكريم ذكر فرعون وهو قد ادعى الربوبية والألوهية فنقول :
أن أمر فرعون انقضى وانتهى وذُكر عبرة للناس وعظة وأما أمر الدجال فسيحدث في اخر الزمان فترك ذكره امتحاناً به مع أن ادعاءه الربوبية اظهر من أن ينبه على بطلانه لأن الدجال ظاهر النقص واضح الذم أحقر واصغر من المقام الذي يدعيه فترك الله ذكره لما يعلم تعالى من عباده المؤمنين أن مثل هذا لا يخيفهم ولا يزيدهم إلا إيمانا وتسليما لله ورسوله كما قال الشاب الذي يقتله الدجال ويحييه ( والله ما كنت فيك اشد بصيرة مني اليوم ) أي قد استيقنت اكثر ما كنت عليه بعد أن قتلني
وقد يترك ذكر الشيء لوضوحه كما ترك النبي صلى الله عليه وسلم في مرض موته أن يكتب كتاباً بخلافة الصديق رضي الله عنه لوضوحه وذلك لعظم قدر أبى بكر عند الصحابة رضي الله عنهم ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم ( بأبي الله والمؤمنون إلا أبا بكر ).

واما انكار البعض للمسيح الدجال لعدم ذكره فى القرءان فنقول ان هناك من انكر وجود الله والرسل والانبياء --فلا يلتفت اليهم --والله أعلم.
منصور عبد الحكيم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العائذ الأول والثاني ونهاية هلكة العرب _منصور عبد الحكيم

الشياطين الملجمة التى تظهر آخر الزمان - منصور عبد الحكيم

الاعشاب والجن لمنصور عبدالحكيم